سر جمالية الباستا (شيبس) هو الرياضيات الممتعة






إن قال لك صديقك: " فلنطبخ الباستا (المعكرونة)"، قد يكون ردّك إمّا بغلي الماء أو بالسّؤال عن نوع الصّلصة الّتي سيتمّ تجهيزها.

لكن عندما قام صديق جورج ليجندر في وقت متأخر مساءً بقول ذلك فإنّ هذه الجملة أخذت معناً جديداً كليّاً.

جورج ليجندر هو مهندس معماريّ، وما كان يعرضه صديقه الإيطاليّ ماركو كان موضوعاً جديداً له للتّحليل، زاوية جديدة لتطبيق معرفته الرّياضيّة وطريقة جديدة للتّركيز على شيء أقلّ تقليديّة، فلا مبانٍ أو تحليل هيكليّ أو الحسابات الدّقيقة المطلوبة لبناء قوس، لكن باستا بسيطة وسهلة.



ففي السّنتين التّاليتين هذا بالضّبط ما فعله، في البداية قام بجمع أكبر عدد ممكن من أشكال الباستا المتوّفرة تجاريّاً وهي 92 نوعاً، ثم بدأ عملية تحليل مطولة لجميع الأشكال في محاولة منه لإيجاد وحدة وصيغ وطرق للتّعبير عنها رياضيّاً.

يفسر جورج:

"إن مكتبي مختلف قليلاً، فنحن مهندسون نقوم بالتّصميم والبناء، لكن لا نبدأ برسم الأفكار بقلم الرّصاص، بل نعمل باستخدام الرّياضيات، فهي شكل آخر للعمارة لكن أكثر تقنيّة وعصريّة، لذلك عندما قال ماركو "لنطبخ الباستا" ما عناه هو لماذا لا تستخدم معرفتك المباشرة التي تملكها للقيام بشيء يرتبط به العديد من النّاس؟".

هذا تماماً ما فعله جورج في كتابه (الباستا حسب التّصميم) - و هي أكبر مجموعة منشورة لأشكال الباستا البصريّة والمفصلة من أيّ وقتٍ مضى- وهو إنجاز في التّصميم والرّياضيات ومشروع أدّى إلى بعض الاكتشافات المثيرة.

يقول جورج: "ما هو غريب حول أشكال الباستا الـ92، هو أنّنا قمنا بتغطية جميع هذه الأنواع لكن على الرّغم من ذلك جميع أشكال الباستا تمتلك دالّتين (تابعين) أساسيتين فقط.


وُجِدت هذه الدّوال في جميع الأشكال، وهي كافية لتفسير جميعها وبأيّة مزيج، ما زال مفاجئاً كيف يمكن تطبيق هذه الدّوال على الباستا بشكلٍ ماديّ".

استطاع جورج باستخدام الدّوال الرّياضيّة المذكورة كتابة صيغٍ تعبّر عن كل شكل من أشكال الباستا، بعد ذلك يمكن إدخال هذه الصّيغ إلى الكمبيوتر والّذي يقوم بمعالجة البيانات ويقدّم تمثيلاً مثاليّاً لكل شكلٍ من الباستا إفراديّاً.

يقابل هذا النّوع من الطّعام الفن والمفاهيم الرّياضيّة وقد أثبت عن كونه أشهر مما تخيّله جورج من البداية:

"إن الاهتمام والفائدة والعاطفة الّذي يولّده أيّ شيء مرتبط بالطّعام لا يُصَدّق، فإذا أردت القيام بشيء اعتياديّ فمن الأفضل لك التّعامل مع الباستا".

يرى جورج الجانب المرح من الكتاب، لكنّه أيضاً بدأ وتوصّل إلى مشروع فنيّ، فقد قام بتجريب وتقديم الباستا بشكل جديد وألّف كتاباً يجعل النّاس تفكر بالباستا بشكل أكثر عمقاً، وقد يكون أكثر عمقاً مما يحتاجه أيّ شخص، لكن وعلى الرّغم من ذلك، فإن الكتاب يعطي المنزل الجماليّة والأساس البسيط للباستا.


هل لدى جورج باستا مفضلة؟

"الفوسيلي (اللولبية) مع صلصة السّجق والّتي تعدّها زوجتي" لكن رياضيّاً؟

إن أكثر أنواع الباستا جماليّة هي التّريني (وهي تأخذ شكل الرّيشة)، أما الطّرف النّقيض للمقياس فالباستا الوحيدة الّتي تُعبّر عن ذلك فعلاً هي الفاغوتيني، فإذا نظرت إليها-كعجينة مطبوخة- قم بقرص قطعة مربّعة من العجين و املأها و عند نمذجتها سيظهر الشّكل الرّائع، و بالنّظر إلى الدّالة فإنّها على الأرجح الأكثر غرابة وأكثر باستا مجزية رياضيّاً.
اقرأ أيضا :
أحدث أقدم